اكتشف العلماء حديثًا وجود كمية هائلة من الماء تحت سطح القمر. ومنذ أن عرفت تلك النتائج الأولية، وجد باحثون، بالتعاون مع معهد علوم الفضاء في بولدر بولاية كولورادو، دليلًا على أن هذه المياه موزعة على نطاق واسع في جميع أنحاء القمر، وهي موجودة خلال كل من اليوم القمري والليل القمري.
لكنهم لاحظوا أيضًا أن المياه موجودة في معظمها بصورة جزيئات هيدروكسيل فعالة OH، بدلًا من H2O، ولا يمكن الوصول إليها بسهولة. ونشرت هذه النتائج في مجلة نيتشر جيوساينس.
قد توضح هذه الاكتشافات للباحثين أصول المياه على سطح القمر وكيفية توزعها بهذه الصورة، وستفيد هذه المعلومات البعثات المستقبلية إلى القمر.
وبالنظر إلى تزايد عدد الوكالات والشركات التي تستكشف إمكانية العودة إلى القمر وإنشاء قاعدة قمرية، قد يمكن استخدام هذه المياه للشرب أو حتى تحويلها إلى وقود صواريخ بفصل الهيدروجين والأكسجين.
وتعارض هذه النتائج فهمنا السابق لطبيعة وجود المياه على سطح القمر؛ إذ اعتقد الباحثون سابقًا أن المياه موجودة غالبًا حول القطبين. وكانت إشارة المياه التي كانوا يتتبعونها تتغير عند توالي الليل والنهار، ما أدى بهم إلى استنتاج أولي بأن الماء كان يتحرك.
وما زال النقاش دائرًا بشأن موقع المياه وسلوكها؛ بسبب ضعف الإشارات التي التقطتها أجهزة الاستشعار عن بعد بالأشعة تحت الحمراء المستخدمة لهذه الدراسة. وإضافة لإمكانات هذا الاكتشاف بتوسيع المعرفة البشرية وقدرتنا على العيش على القمر واستخدامه كمصدر للموارد، فقد يعطي العلماء فهمًا أفضل لطبيعة وجود المياه على الأجرام الكونية الصخرية الأخرى. وما زال البحث عن كواكب خارج نظامنا الشمسي مستمرًا، وتصعب ملاحظة ظروف أسطحها بصورة دقيقة. ولعل أدوات الاستشعار عن بعد وتقنيات التحليل الجديدة كتلك المستخدمة في هذه الدراسة تحسن قدرتنا على الرصد عن بعد.
نقلاً عن مرصد المستقبل.