مركبة تجريبية لجمع المخلفات الفضائية تشق طريقها نحو محطة الفضاء الدولية

تستعد مجموعة من المهندسين الأوروبيين للذهاب إلى الصيد في الفضاء، وهدفهم النفايات الفضائية.

أطلقت شركة سبيس إكس مركبة دراجون التي ستصل إلى محطة الفضاء الدولية يوم 4 أبريل/نيسان 2018 إن سارت الخطة دون مشكلات. وتتضمن التجارب المختلفة التي تسعى لإجرائها آلة لم تحظ باهتمام إعلامي كافٍ، وهي جامعة نفايات فضائية تجريبية اسمها ريموفديبري. وستجري هذه المركبة -التي ابتكرها علماء في مركز الفضاء في جامعة سري في المملكة المتحدة- سلسلة من التجارب خلال الأشهر القادمة بهدف التقاط بعض الحطام والمخلفات التي تدور حول كوكبنا ثم تدميرها.

وتقدر وكالة ناسا وجود أكثر من 500 ألف قطعة من الحطام تدور حول الأرض اليوم بسرعة كافية لإلحاق أضرار جسيمة بأي مركبة فضائية تعترض طريقها. وعلى الرغم من أن العلماء اقترحوا حلولًا إبداعية كثيرة لإزالة بعض هذه المخلفات الخطرة، لكن لم يختبر أي اقتراح منها عمليًا في الفضاء.

وعندما تصل آلة جمع النفايات الفضائية التي يبلغ وزنها مئة كيلوجرام، إلى محطة الفضاء الدولية، سيخرجها طاقم المحطة المكون من ستة أشخاص من غلافها في الأسابيع القليلة المقبلة (فمن المنطقي أن تكون أولويتهم تناول الطعام الطازج في الشحنة أولًا). وفي نهاية شهر مايو/أيار أو أوائل يونيو/حزيران، سينقل الطاقم المركبة إلى حجرة مختبر كيبو الياباني، وبعدها إلى الفضاء باستخدام ذراع آلية، وفقَا لموقع سبيسفلايت ناو. وعند إطلاقها، ستكون ريموفديبري أكبر قمر صناعي تطلقه محطة الفضاء الدولية.

وستجري مركبة ريموفديبري ثلاثة اختبارات:

  • محاولة التقاط قطعة من الحطام المزيف (قمر اصطناعي صغير قابل للنفخ على هيئة قمر كيوبسات) باستخدام شبكة.
  • تتبع قمر كيوبسات آخر بأشعة الليزر قريبة المدى وتقنية الملاحة، لاختبار قدرتها على تتبع هدف معين.
  • إطلاق حربة على هدف اختبار معلق على ذراع المركبة.

وإذا نجحت هذه الاختبارات، ستؤكد أن التقنيات البسيطة المستخدمة لصيد الكائنات البحرية قد تكون مفيدة في التقاط بعض النفايات التي تهدد المركبات الفضائية.

وقال جوجليلمو أجليتي، الباحث الرئيس في مشروع ريموفديبري، لموقع سبيسفلايت ناو، إن الهدف الأساسي من المهمة إظهار إمكانية تنظيف المدار من الحطام الفضائي. وقال «كل شيء يعتمد على التمويل. ويجمع المعنيون في قطاع الفضاء على أهمية البدء بإزالة قطع الحطام الكبيرة. وإذا كانت التكلفة باهظة، سيفضل المعنيون تحمل مخاطر اصطدام الحطام بأقمارهم الاصطناعية الجديدة. أما إذا نجحنا في خفض تكلفة هذه البعثات، فنتوقع تكرارها.»

وستجري مركبة ريموفديبري اختبارًا أخيرًا في نهاية مهمتها، فتفتح شراعًا مطويًا فيها لإبطائها (يتضمن الغلاف الجوي العلوي بعض الهواء، خلافًا للفضاء) ما يؤدي إلى هبوطها في الغلاف الجوي لتحترق. وسيحدث ذلك بعد عام ونصف من بدء التجربة. وهي النهاية الملائمة لهذه المركبة، إذ ليس منطقيًا أن تصبح جامعة النفايات الفضائية ذاتها نفاية فضائية.

نقلاً عن مرصد المستقبل