أسماك في بحيرات معزولة

أسماك في بحيرات معزولة

   كان العلماء على مر السنوات قد عثروا على أسماك تسبح في بحيرات معزولة للغاية، مما أثار الكثير من التساؤلات بشأن كيفية وصولها إلى هناك، فكيف يمكن لأسماك أن تصل إلى بحيرات معزولة دون أن يكون هنالك ممر مائي يربط البحيرة بأماكن وجود الأسماك؟

   واقترح العلماء أن التفسير الأكثر وضوحاً لمثل هذه الهجرة هو أن بيض الأسماك تستهلكه الطيور التي تحملها في أجهزتها الهضمية، ثم تضعها في مكان جديد عندما تخرج الفضلات، إلا أنه لم يفكر أحد في اختبار هذه النظرية من قبل.

   وفي دراسة جديدة سعى الباحثون إلى اختبار هذه النظرية من خلال التجربة العلمية، وأوضحت فرق بحثية من المجر وإسبانيا بأنه من الممكن لبيض الأسماك أن ينجو من الرحلة عبر الجهاز الهضمي للطيور وبعد ذلك يفقس.

 

اختبار نظرية فضلات الطيور

   وقام الباحثون بتجربة تغذية الطيور ببيض الأسماك، ثم محاولة استرجاع البيض من براز الطيور في وقت لاحق، ثم اختبار هذا البيض بعد وضعه في حاضنة لمعرفة ما إن كان سيفقس أم لا، بعد مروره بالرحلة داخل الجهاز الهضمي للطائر.

   وتحديداً، قام الباحثون بإطعام 8 من "البط البري" 500 بيضة سمكية لكل نوع من أنواع الأسماك (الشبوط البروسي والشبوط الشائع)، وانتظروا البط حتى يخرج فضلاته، وقد استغرق ساعة واحدة فقط في المتوسط، ثم حسبوا عدد البيض الذي عثروا عليه وتمكنوا من استرجاعه.

   وأظهرت البيانات بعد المسح الذي قام به الباحثون أن 6 من البط كانت تحتوي فضلاتها على بيض قابل للبقاء، وتم العثور على 18 بيضة منها جميعاً، 12 منها فقط كانت قابلة للعمل عليها وإجراء المزيد من الاختبارات.

   ومن بين الـ12 بيضة تم تفقيس اثنتين فقط، إحداهما لشبوط بروسي والأخرى لشبوط شائع، وهذا كان كافياً لإثبات أنه من الممكن للأسماك أن تهاجر في الجهاز الهضمي للطيور.

المصدر: الجزيرة.