في المغرب .. تحلية المياه الجوفية المالحة بالطاقة الشمسية

لأول مرة في أفريقيا .. تحلية المياه الجوفية المالحة بالطاقة الشمسية

توصل فريق من الباحثين المغاربة بشراكة مع باحثين من ألمانيا إلى ابتكار نظام مستقل يعمل بالطاقة الشمسية الحرارية والطاقة الضوئية لتحلية وتصفية المياه الجوفية المالحة.

الطاقة الشمسية لتحلية المياه الجوفية.

بدأ التخطيط لهذا المشروع بعد مناقشات بين الشركاء في معهد الطاقة الشمسية بألمانيا وجامعة محمد الأول في وجدة بالمغرب عام 2016، وفي عام 2019، قام فريق العمل بصنع وتجميع النموذج الأولى في ألمانيا وتم تحويله إلى المغرب تبرعاً لكلية العلوم بجامعة محمد الأول بمدينة وجدة، وثم تثبيت النظام على منصة خاصة بإحدى القرى النائية في يوليو/تموز 2021، وتولى الشريك المغربي بجامعة محمد الأول مسؤولية شراء الألواح الكهروضوئية، وتصميم وبناء النظام الكامل لاقتناء الكميات الكهربائية والحرارية، والتحكم عن بعد في تشغيل نظام تحلية المياه بالطاقة الشمسية.

وتم تجريب النظام في محطة تحلية المياه منذ 1 سبتمبر/أيلول الماضي وينتج مئة إلى 120 لترا من مياه الشرب لـ 20 عائلة في بلدة بوغريبة الريفية بمنطقة وجدة، وتظهر مراقبة العمليات أن 30-40% من إنتاج مياه الشرب يتم بواسطة الطاقة الشمسية الحرارية، و60-70% من الطاقة الشمسية الكهروضوئية.

ويعمل الباحثون في جامعة محمد الأول مع معهد الطاقة الشمسية في ألمانيا، عن بعد، لتحسين تشغيل المحطة وإنتاج 180 إلى مئتي لتر من المياه الصالحة للشرب يوميا مستقبلا. ويعود الباحث المشرف على المشروع فيقول "مشروعنا يوفر للسكان مياه شرب ذات نوعية جيدة باستخدام الطاقة الشمسية، حيث يوفر احتياجاتهم من إمدادات مياه الشرب منذ سبتمبر2021، وبدأ السكان يستهلكون المياه التي ينتجها نظام تحلية المياه بالطاقة الشمسية، وقد أظهروا رضاهم التام عن المشروع".

ويهدف فريق العمل لتخزين الطاقة الكهربائية التي تنتجها الألواح الكهروضوئية في البطاريات الشمسية، ليتم استخدام هذه الطاقة خلال الليالي لتشغيل النظام لمضاعفة كمية المياه المنتجة لتصل إلى 400 لتر، إضافة إلى توسيع هذه التجربة لتشمل القرى الأخرى التي تعاني من نقص في مياه الشرب، كما يسعى الفريق إلى تطوير نظام تحلية المياه بالطاقة الشمسية متعدد المراحل ليصل إلى سعة ألف لتر في اليوم، من أجل تلبية الاحتياجات المائية لعدة قرى نائية. نتائج إيجابية.

ومنذ الأول من سبتمبر/أيلول الماضي، وبعد عدة اختبارات على النموذج الأولي من قبل الباحثين وطلاب الدكتوراه من الفريق المغربي، أظهرت نتائج التشغيل الصحيح للنظام المقترح تسخين المياه المالح بمعدل غرام واحد من الملح في لتر واحد من الماء، بواسطة الطاقة الشمسية الحرارية والضوئية وتكثيفها وتقطيرها بالمراحل الثمانية للنظام، وإنتاج مئة إلى 120 لترًا من الماء المقطر.

يشار إلى أن هذا الماء المقطر يحتوي على ملح منخفض بنسبة 0.04 غرام في اللتر الواحد، كما يوضح تحليل هذا الماء المنتج مع مياه البئر أن خليط 80% من المياه المنتجة مع 20% من ماء البئر يجعل من الممكن استنتاج 120 إلى 124 لترا من مياه الشرب وفقًا للمعايير المغربية ومنظمة الصحة العالمية.

نقلاً عن الجزيرة