الاستماع

الاستماع

كم نحنُ فقراء

   ذاتَ يومٍ اصطحَبَ أحدُ الأثرياءِ ابنهُ إلى منطقةٍ ريفيةٍ، ليطلعه من قربٍ على حياة الفقر، وليعلمه أنَّ الإنسان قد يكون فقيراً. قضى الثريُّ وابنهُ ليلةً في مزرعةِ عائلةٍ فقيرةٍ جداً، وبينما كانا في طريق العودة إلى المدينة، سأل الأب ابنهُ: كيف كانت رحلتنا؟

أجاب الابنُ قائلاً: كانت ممتعةً جداً يا أبتِ.

قال الأب: أدركتَ الآنَ أنَّ الإنسان قد يكون فقيراً، أليس كذلك؟

قال الابن: بلى.

قال الأب: وكيف أدركتَ ذلك؟

أجاب الابن: ما شاهدته، أنَّ في بيتنا كلباً واحداً، ولديهم أربعةُ كلاب، حوض السباحةِ في بيتنا يشغل نِصفَ حديقتنا، ولديهم جداول مياهٍ تصل أطوالها إلى كيلومتراتٍ عدَّة، تُنيرُ حديقتنا بمصابيح كهربائية مستوردة، والنورُ تُنيرُ بساتينهم، الباحة التي أمام منزلنا لا تمتَّدُ سوى بضعة أمتارٍ، وتمتدّ باحة منزلهم حتى الأفق.

لم يستطع الأبُ أن يَنبِسَ ببنتِ شَفَةٍ لفرطِ دهشته وهو يرى ابنهُ يتحدثُ بكلِّ جدّيةٍ، ثم أضافَ الابنُ: أشكرك يا أبتِ، لأنك جعلتني أعرفُ كم نحنُ فقراء.    

 

أسئلة النص:    

1- أينَ ذهبَ الأَبُ وابنهُ؟

ذهبا إلى إِلى منطقةٍ رِيفيَةٍ.

 

2- لماذا أَخذهُ إلى ذلكَ المكانِ؟

ليطلعَهُ منْ قربٍ علَى حياةِ الفقرِ، وليعلم أنّ الإِنسانَ قدْ يكونُ فقيرًا.

 

3- ماذا رأَى الابنُ في رحلَتِهِ؟

شاهد الكلاب في المزرعة، وجداول مياه، وبركة صغيرة، وبساتين مزروعة كبيرة.

 

4- رأَى الابنُ أَنَّهُ فقِيرٌ بالقياسِ إلى سكّانِ المزرعةِ. لِماذا؟

لأن ما يملكونه في المدينة محدود العدد والمساحة، أمّا في الريف فالمسطحات المائيّة والبساتين كثيرة وممتدة حتّى الأفق.

 

5- ما موقفُ الأبِ منْ كلامِ ابْنهِ؟

شعر بدهشة كبيرة واستغراب شديد من كلام ابنه.

 

6- هل استطاعَ الأبُ تعليمَ ابنِهِ ما يريدُ؟ وضِّحْ رأيَكَ.

لا، فالابن هنا هو من قام بتعليم الأب وجعله يلتفت إلى أمور لم يكن يدركها وهي أن حياة الناس في الريف ببساطتها تشعر الإنسان بالراحة والسّعادة والرّضى والثراء بشكل أفضل من الذين يعيشون في المدن فالمساحات محدودة ومكتظة.

 

7- تبيّنُ القصّةُ أنَّ الفقرَ أمرٌ نسبيٌّ يختلفُ منْ إنسانٍ لآخرَ. وضّحْ رأيَكَ.

الفقر الحقيقيّ عندما يعجز الإنسان عن توفير احتياجاته الأساسية اللازمة لحياته وحياة أسرته، والفقر النسبيّ هو عدم قدرة الإنسان على أن يعيش بالمستوى المعيشي نفسه الذي يعشيه غالبية من حوله في المجتمع، فالابن رأى أن أهل الريف يعيشون في مساحات واسعة غير محددة أو ضيّقة، ولديهم حيوانات كثيرة، فشعر أنّه فقير مقارنة بهم، والإنسان إذا نظر إلى من هم أعلى منه رأى نفسه فقيرًا، وإذا نظر إلى من هم أقلّ منه رأى نفسه غنيًّا، وهذا المقصود بنسبيّة الفقر ويبقى الرضى والقناعة هما ما يجعل الإنسان يتقبّل واقعه ويشعر بالسعادة.

 

8- اقترحْ أفكارًا جديدةً يمكنُ بها التقليلُ منْ مشكلةِ الفقرِ في المجتمعاتِ.

إنشاء صندوق لتمويل تدريب وتشغيل الفقراء، العمل على رفع المستوى التعليمي والثقافي للأفراد، إقامة مشاريع إنتاجيّة جديدة، إتاحة المجال للمرأة للعمل داخل المنزل في صناعات خفيفة، أخذ الزكاة من الأغنياء وتوزيعها على الفقراء...

إعداد : شبكة منهاجي التعليمية

02 / 11 / 2022

النقاشات