الاستماع

الاستماع

طفولتي

   تذكرون من طفولتكم أيّها النّاس، درباً ضيّقة مكتنفة بالضباب، وأنا أذكر طفولتي فسحة من الزمن واسعة كالزمن عميقة الزمن، ما زلت حتى اليوم ألعب في جنباتها مع أترابي منذ عشرين عاماً، وأمرّغ وجهي بترابها، وأتمدد على أعشابها، وأختبىء في معابرها ومنعطفاتها.

   أنا أرى طفولتي الآن في هذه الليلة الباردة تحاول أن تنتزع القلم من يدي؛ لتجلسني بجانب أمّي قرب الموقد الدافىء، رأسي على كتف أمّي، أصغي بقلبي وعينيّ إلى حكايات كانون الباردة.

   بالأمس في العيد حملت نفسي إلى حيث درجتْ طفولتي إلى قريتي، هارباً من كلاليب المدينة التي تشدّ بي إلى قلبها الطائش، وما أن وطئت قدماي تلك الأرض حتى رأيت طفولتي تقفز أمامي على الدروب والمعابر، وصوتها يتعالى في قلبي. وعندما تركت قريتي لأعود كانت طفولتي تلتفتُ إليّ، وفي عينيها وشفتيها عتاب، كأنها تقول: إلى أين يا مسكين؟ هنا درجَتْ روحك، هنا صفا قلبك على هذه الدّروب، هنا ينام شوقك، وكنتُ صامتاً كالرّخام.

 

أسئلة النص:

  1. لمَ وصف الكاتب الطفولة بدروب ضيّقة مكتنفة بالضباب في رأيك؟
    لأن كثيراً من طفولة الإنسان يكتنفها النسيان وعدم بروز ملامحها بوضوح.

 

  1. صف ملامح طفولة الكاتب.
    طفولته فسحة من الزّمن واسعة كالزّمن عميقة الزّمن.

 

  1. ما ذكريات طفولة الكاتب مع أمّه التي ذكرها في النصّ؟
    كان يجلس بجانب أمّه قرب الموقد الدافئ، رأسه على كتفها، ويصغي بقلبه وعينيه إلى حكايات كانون الباردة.

 

  1. ماذا قصد الكاتب بقوله: "هاربًا من كلاليب المدينة التي تشدّ بي إلى قلبها الطائش"؟
    هارباً من قيود المدينة التي غالباً ما تكون الحياة مصطنعة ومزيفة والجري وراء بريقها البعيد عن الصدق والنقاء والعفوية الذي تعرفه القرية.

 

  1. لمَ عاتبت القرية ابنها حين همّ بالعودة إلى المدينة؟
    لأن روحه درجت في القرية، وصفا قلبه على دروبها، بالإضافة إلى شوقه إليها وتعلقه بها.

 

  1. عبّر الكاتب عن موقفه من عتاب القرية له بصورة فنيّة. اذكرها موضحًا المقصود بها.
    كنت صامتًا كالرخام، لتأثير المدينة بمدنيتها على قلبه فقسا فآثر الصمت؛ لأن الرخام ناعم الملمس لكنه فاقد الإحساس.

إعداد : شبكة منهاجي التعليمية

31 / 01 / 2022

النقاشات